دراسات الجدوى الإقتصادية

تسمى دراسات الجدوى بـــــــ ” دراسات الجدوى الإقتصادية “، فهل هي اقتصادية فقط؟

هل ذلك يعني أنها متعلقة بتخصص الإقتصاد فقط؟

من وجهة نظري الشخصية ليست محصورة على علم الإقتصاد فقط، بل هنالك مجموعة من العلوم والفنون التي تتداخل في عمليات دراسات الجدوى ومن المهم إتقانها لدرجة معقولة حتى تستطيع أن تعد وتقدم حكم موضوعي على مدى جدوى المشروع.

من وجهة نظري الشخصية أن هنالك على الأقل 7 “علوم” متداخلة خلال رحلة إعداد دراسة جدوى المشروع وهو موضوع هذا المقال المختصر اليوم.

دراسات الجدوى تحتاج الى مجموعة من الفنون والعلوم الإنسانية سواء كانت ما يتعلق بعلم الاجتماع كالإقتصاد مثلاً أو العلوم النظرية البحتة مثل الإحصاء والمالية والرياضيات، بشكل عام قد تندرج هذه العلوم والفنون تحت 7 علوم على الأقل وهي:

1.      التحليل

2.      التسويق

3.      التشغيل

4.      الموارد البشرية

5.      القانون

6.      المالية

7.      الإدارة

 

التحليل: عند بداية دراسة الجدوى لابد من تحليل وضع المشروع وفريق التأسيس بشكل خاص، لا يمكن إغفال هذا الجانب وهو حساس جداً فما يمكن أن ينجح لك قد لا ينجح لغيرك لتغير الظروف والموارد والخبرات وهذا الجزء يعتبر من أخطر الأجزاء وأكثرها إغفالاً. عدم الاهتمام بالعنصر البشري في تحليل المشروع هو الأساس الأول في إخراج دراسات غير حقيقية ولا تتناسب مع الواقع عند التنفيذ.

التسويق: فهم السوق وما يتعلق بدراسة السوق والعملاء وبناء افتراضات حجم السوق والنمو المتوقع هو علم وفن في نفس الوقت تتداخل فيه عمليات التنبؤات والتوقعات الاقتصادية وسلوك العملاء و أثر التغيرات التشريعية والاقتصادية والتقنية أيضاً، تهدف عملية دراسة السوق الى التأكد من وجود سوق مناسب وينمو وأيضا من الأمور المهمة التي تضع حدوداً مناسبة للتفاؤل الحاد الذي نلاحظه في الكثير من الدراسات.

التشغيل: وهنا يكون دور بعض التخصصات الدقيقة مثل الهندسة والإدارة، فطريقة التشغيل مهمة جداً في تحديد التكاليف المباشرة وغير المباشرة وتحليلها وعمليات النمو الخاصة بها وربطها بشكل مناسب مع الإيرادات المتوقعة والنمو المتوقع للمشروع.

الموارد البشرية: إتقان ما يحتاج المشروع من فريق عمل ونمو هذا الفريق خلال عمر المشروع واستقطاب الكفاءات يعتبر موضوع جوهري ومهم، فكيف سينمو المشروع دون نمو الفريق المميز ونمو المزايا والمكافئات. غياب هذه المعلومات او ضعف تقديرها يعتبر عنصر أساسي للخروج بدراسة غير دقيقة ولا تمت للواقع من قريب ولا بعيد.

القانون: الإلمام بقانون البلد والإشتراطات الفنية ونظام الشركات محور أساسي في بناء التكاليف الفنية والمصروفات الإدارية والعمومية بشكل عام وافتقاد هذه التفاصيل سيؤدي بشكل مباشر إلى مخرجات كارثية وتبعات قد تؤدي الى خسارة المشروع وخروجه مبكراً من السوق.

المالية: وهذا العلم يهتم بدراسة المدخلات والمخرجات وتحليلها مالياً والتي تنتهي بالقوائم المالية التقديرية والمؤشرات المالية المتوقعة مثل معدل العائد الداخلي وفترة الإسترداد سواء المخصومة أو العادية ومتوسط تكلفة رأس المال والتكلفة التقديرية للمشروع وغيرها من المؤشرات المهمة التي تم البناء عليها ليتم المضي قدماً في إتخاذ القرار بتنفيذ المشروع أو ضرورة إجراء بعض التعديلات قبل البدء في تنفيذ المشروع.

الإدارة: وتعتبر القدرة الإدارية والحدس الإداري حجر الأساس في قراءة جميع معطيات الدراسة الكمية والنوعية سواء الإدارية او المالية في التوصية بتنفيذ المشروع.

 90٪ من المشاريع تفشل بعد التأسيس فلماذا تنجح المشاريع فقط خلال إعداد الدراسات ” لابد أن هنالك شيء خطأ “

قد يعود السبب الرئيسي إلى إغفال جميع الجوانب الفنية والإدارية والإعتماد على فقط الجوانب الكمية والمالية وهذا أساس الخطأ. المشروع ليس أموال وأرقام فقط.

 البشر هم من يقودون المشروع، إذا لم يتم دراسة فريق التأسيس وخبراتهم من أول مرحلة في دراسة المشروع ففي الغالب ستكون نتائج الدراسة مخالفة للواقع عند التنفيذ.

في الأخير قد تنجح بدون دراسة، ولكن الأكيد أن نسبة الفشل أكثر مهما كانت تكلفة دراسة الجدوى.

دراسة الجدوى هي مجموعة من الفنون الإنسانية والعلمية البحتة تبدأ بدراسة الإنسان قبل كل شيء.

تكلفة دراسة الجدوى أوفر بكثير من خسارة رأس مال المشروع، والأكيد أن مرحلة الإعداد فيها كمية معرفة هائلة لفريق التأسيس يجب أن تؤخذ كرحلة نجاح وتعلم ودراسة للعديد من الفرص والمخاطر والتهديدات التي قد تؤثر على المشروع.

 

دراسة الجدوى فن وعلم ولا يمكن أن تتجزأ هذه عملية، فالجودة لا تتجزأ.

اطلع على مقالات اخرى

يمكنك اختيار مقالات اخرى والإطلاع عليها من خلال الروابط التالية 

arAR